منذ آلاف السنين والمواد الدراسية تتكرر في مدارس العالم العربي ومحتوى المناهج لم يتغيير إلا قليلاً. سنوات تمضي والتلميذ
يتلقى مواد اللغة والرياضيات والعلوم والجغرافيا والتاريخ والتربية. لكن في هذا الزمن الذي يشهد أعظم ثورة في تكنولوجيا المعلومات، وفي ظل التطور السريع ،أصبحت العديد من المهن معرضة للإندثارمثل مهن الصحفيين، المعلمين، الطهاة، وحتى الأطباء. كما أن العديد من المهن الحديثة ظهرت وأبرزها تحتاج الى مهارات برمجية أو تكنولوجية. لذلك كيف من الممكن أن تنشئ المدارس جيل يتكيف مع المهن المستحدثة ؟
بديهياً أول ما يخطر على بالنا كتربويين هو محتوى المناهج. لذلك تطوير المناهج ومحتوياتها هي الخطوة الأساس لمواكبة التطور التكنولوجي، لكن بعض المدارس بدأت بدمج مواد جديدة في المناهج أبرزها مادة البرمجة. لكن يبقى هذا التطور خجول نسبياً. برأيي الخاص الثورة المنهجية يجب أن تحصل بإلغاء مواد وإضافة مواد أخرى وتعديل أخرى
♦
نبدأ بمادة البرمجة، ، فقد انتشرت العديد من التطبيقات التي تقوم بتعليم البرمجة للأطفال من خلال ألعاب، أبرز الألعاب هي ، ماينكرافت إنها وسيلة رائعة من مجموعة من الوسائل التي تتيح تعلم البرمجة في الصفوف الإبتدائية، كما يجب أن تتضمن هذه المادة أساليب الحماية والأمان الرقمي لكي يكون الأطفال على وعي بما يستخدموه وما قد يتعرضوا له من شبكات وهمية وأشخاص استغلاليين يعرضونهم للإبتزاز
♦
مادة الصيانة، إن تعليمها ينشئ جيل متمرس بالأدوات التكنولوجية مما يخفف من تعرضه للغش والنصب في شراء الأدوات التكنولوجية أو تصليحها فيما بعد، لا سيما الهاتف الذكي أو جهاز الحاسوب أو حتى جهاز التلفاز أو الكثير من الأجهزة التكنولوجية الأخرى.
♦
مادة العلاقات العامة، الكثير من الطلاب يتخرجون من المدارس ومهاراتهم الإجتماعية ضئيلة فيتعرضون لكم هائل من المشاكل والإستغلال والنصب والإحتيال وغيرها من الآفات الإجتماعية الموبوئة. لذلك دمج مادة تعلمهم كيفية التعامل مع الناس وملاحظة من يضمر النصب والإحتيال وتطوير المهارات الإجتماعية بشكل عام مهم جدا لتهيئتهم بالإنخراط بسوق العمل ومع الناس.
♦
مادة التاريخ والسياسة، طبعاً تعلم التاريخ في الكتب المدرسية الحالية مهم كثقافة، لكن إطلاع التلاميذ على التاريخ الحديث وربطه بالسياسة الحالية تنشئ جيل واع لن يسمح للدول باحتلال بلده أو استغلال ثرواتها
♦
مادة السياسة والقانون، طبعا مادة التربية مازالت حتى الآن ضعيفة القيمة ومبهمة في عقول التلاميذ فيقومون بحفظ المحتوى دون توظيفه أو تطبيقه في الواقع. لذلك من الممكن تبديلها بمداة السياسة والقانون حيث يتعلم الطلاب أهم القوانين النافذة في البلد وكيفية إسترداد حق المواطن من المعندي بالطريقة القانونية، كما يجب أن يتمرس الطلاب بأنواع الأنظمة السياسية وأن يبنىي كل طالب وجهة نظره في السياسة وأن يشاركها بحرية. فهكذا مادة تنشئ جيل حضارة من الدرجة الأولى بدل الجيل الحالي الذي يخشى من التحدث برأيه عن فساد الحكام
♦
مادة التربية البيئية والتمنية المستدامة،حاليا يتلقى الطلاب المعلومات عن التلوث وآثاره وكيفية الحفاظ على البيئة، لكن كتطبيق لا شيء يُذكر، لذلك يجب أن ترتكز هذه المادة على العمل الميداني والتطبيق المباشر
مادة التربية الدينية والأخلاقية، طبعاً هذه المادة ما زالت تُدرّس حتى الآن حسب توجهات كل مدرسة، لكن تُعتبر مادة هامشية وهذا ما يُعتبر خطأ جسيم في الجسم المنهجي لكل دولة عربية، فإن كانت المدرسة علمانية أو تستقبل طلاب من مذاهب وطوائف مختلفة كالمدارس الحكومية،يجب أن تخصّص مادة للتربية الأخلاقية، وإن كانت مدرسة ذات توجّه ديني يجب أن تولي المدرسة نظرة إهتمام لمادة التربية الدينية لما فيها من تربية للروح وتهذيب للنفس
♦
مادة المنطق والرياضيات، من الضروري جداً ربط مادة الرياضيات بالواقع الميداني وخاصة في الصفوف المتوسطة، فأغلب الطلاب في هذه الصفوف لا يجيدون توظيف ما تعلموه بمادة الرياضيات في الواقع، فنجدهم ضعفاء في مهارات حل المشكلات، لذلك من الضروري تطوير محتوى مادة الرياضيات بشكل يتيح للطالب أن يعي جيدا لماذا يتعلم الرياضيات وكيف يوظفها في حياته اليومية
ملاحظة: إن هذا المقال من رأي صاحبة المدونة ويحتمل النقد
Comments