top of page
Writer's pictureRayane Ch

الواقع الإفتراضي: قوة موجهة مستقبلية في التغيير التربوي؟

يملك الواقع الإفتراضي القدرة لتحويل التعلّم لمفاهيم ملموسة. لكن أين أصبح دور المعلمين في التعليم؟


مقال مترجم لألكساندر روبيرج، نشر تاريخ 17 أيار 2015

ارتبطت فكرة الواقع الإفتراضي لفترة طويلة بمجال الخيال العلمي. لكن الآن، أصبحت تقنية الواقع الإفتراضي متوفرة للأفراد أكثر فأكثر. إنّ الواقع الإفتراضي أصبح واحداً من المجالات التكنولوجية الأكثر تطوراً. من غير المفاجئ أن شركة فايسبوك قررت شراء Oculus Rift واحدة من أكثر الآلات المناسبة وضخّ ملياري دولار في سبيل الواقع الإفتراضي. فقد رأوا القوة التكنولوجية والإقتصادية لهذه التقنية التي سوف تدفع بالتسلية الإلكترونية لعصر آخر.

لكن ماذا عن التعليم؟ هل من الممكن أن يتحسّن بإستخدام الواقع الإفتراضي على المدى القريب أو البعيد؟

التجارب الأولى أظهرت أن هذه التقنية من الممكن أن تؤدي إلى تغيير عظيم في طريقة التدريس.

 

الدمج في خدمة التعلم:

إنّ الفائدة الكبيرة لتقنية الواقع الإفتراضي هي عرض مثالي تقريباً. مع تثبيت الآلة على الرأس، يجد المستخدم نفسه في عالم ثلاثي الأبعاد لا ينسخ فقط تأثيرات الإرتفاع، بل ينسخ أيضاً التأثيرات والأصوات الخ... تقريباً جميع الإتجاهات تتم محاكاتها من خلال هذه التقنية، بالإضافة إنها قابلة للتكيف.

على الرغم من أنها لا تزال هامشية، فمنذ 10 سنوات قد بدأت التجارب حول الواقع الإفتراضي في الميدان التعليمي بالإنتشار شيئاً فشيئاً في العالم. بعض الكليات استخدمته سابقاً في التسويق. في الواقع إن الطلاب المتابعين دولياً أو طلاب المدن البعيدة يستطيعون الإستفادة من هذه التقنية للتجول ومعرفة كيف تبدو المرافق.

لكن ما بعد هذه الزيارة الإفتراضية، يوجد تطبيقات تربوية مثلاً: محاكاة الموقع تجعل من الممكن عيش التجربة والأداء في منطاد على علو 4 أمتار في الهواء دون أن يشكل ذلك خطراً على الحياة.

هذه التكنولوجيا قد وجدت أهميتها لدى الباحثين في مجالات الهندسة، علم النفس وفروع أخرى من الدراسات.فمثلاً اقترحت جامعة لاوزان في سويسرا سابقاً محاكاة لمقابلات العمل من خلال الواقع الإفتراضي في إطار دراسة سلوك العملاء الإقتصاديين. إنها طريقة أخرى بالنسبة للباحثين لتوحيد معايير شروط التجربة.

بالنهاية، كل شيء من الممكن تعليمه من خلال الواقع الإفتراضي، يكفي تغيير البيئة أو النص لتعليم أو مشاهدة العناصر المجرّدة بقدر الملموسة. فهذه التكنولوجيا لم تعد مخصصة للتدريب المهني فقط، بل يمكن للعموم التمتع بها أيضاً. كذلك يوجد في مدينة برست الفرنسية طاولة تفاعلية تتيح محاكاة المسائل الريضاً بقرب تلاميذ المرحلة الإبتدائية. ففي بلدة سان نازير الفرنسية الطلاب يتعلمون مبادئ فيزيائية مثل الطاقة، جريان السوائل، والهندسة الميكانيكية.


 

تغيير عظيم للمعلمين:

بما أن هذه التقنية حديثة نسبياً في البيئة الأكاديمية، بعض الباحثون قد درسوا الصفوف المدرسية لتبيان إذا كان الواقع الإفتراضي معلم أفضل من الطريقة التقليدية في التعليم.

فقد تمت دراسة مجموعتين من التلاميذ تتلقيان درساً في تشريح العين ووظائفها بطريقتين مختلفتين: قبل البدء بالحصة قامت المجموعتان بإمتحان تشخيصي ولم تظهر النتائج فرقاً. خلال الحصة تلقت المجموعة الأولى درساً تقليدياً أما الثانية فقد تلقت الدرس بإستخدام الواقع الإفتراضي. بعد لإنتهاء قامت المجموعتان بنفس الإمتحان السابق. لقد أظهرت النتائج تحصيل المجموعة الثانية معدلاً أعلى من المجموعة الأولى، بالإضافة إلى ذلك، لقد أظهر أفراد المجوعة الثانية دافعية أعلى في التعلم. إتجاه ملحوظ في التقارير الأخري التي تتناول هذه التقنية. ويعود اهتمام المتعلمين بهذه التقنية إلى قدرتها على تحويل المفاهيم المجردة إلى مفاهيم ملموسة. أما بالنسبة للمعلمين، فالإتجاه يختلف لأن تحضير الدرس يتطلب وجود الأداة. فالأستاذ عليه أن يقوم بتحضير محاور إفتراضية، نصوص، وتحديد ماذا على المتعلمين أن يتعلموا ويفعلوا خلال الحصة. بالإضافة إلى ذلك، فدور المعلم سوف ينقلب في هذا النوع من التعليم، فهم لم يعد يشكل طوق من المعرفة بل أصبح منظّم يقوم بإرشاد المتعلمين والإجابة على أسئلتهم مسجلاً تفاعل وأداء المتعلمين.

الواقع الإفتراضي له القدرة على قلب التعلم كما هو في نفس اللحظة. هذه التقنية المتعددة الجوانب تحول المفاهيم المجردة إلى مفاهيم ملموسة. ومع ذلكن هناك طريق طويل لقطعه قبل أن تصبح هذه التقنية شائعة في المدراس. خاصة لأن هذه التكنولوجيا، بالرغم من سهولة الوصول إليها، تبقى مكلفة بعض الشيء. بالإضافة الى ذلك، يجب تدريب المعلمين على طرق إنشاء النصوص والعوالم الإفتراضية. إذاً من المهم متابعة كيف سيتقدم هذا القطاع.


المصدر: المجلة التربوية الفرنسية tot cursus

https://cursus.edu/articles/34147/la-realite-virtuelle-prochain-vecteur-de-changement-en-education#.W6O7rSZE7IV

33 views0 comments

Comentarios


bottom of page