غالباً ما يُصنَّف الغباء كإحدى أهمّ صعوبات التعلّم لدى الطلبة، لكني أرى فيه غير ذلك. فللغباء فوائد جمّة؛ فكثير ما يكون لك حبل نجاة من مواقف لا تُحسد عليها، كما أنّه سبيل رائع لاكتشاف ما تُخفيه نفوس الآخرين، والغباء إحدى أهمّ طرائق التعلّم النشط التي يلجأ إليها المُدرِّس المُتمكِّن، فلجوء المُدرِّس للتظاهر بالغباء أمام طلابه يُحفِّز لديهم دوافع التعلّم بقصد تصويب الموقف التعليمي، كما أنه يزيد من ثقتهم بذواتهم. للعالم التربوي الشهير بيرتراند راسل (1872- 1970) مقولة رائعة: "لا يُولد البشر أغبياء، بل، جهلة، ثمَّ يجعلهم التعليم كذلك". لذا لا يحقُّ لنا، باعتقادي، أن ننعت طالباً بالغباء ضمن منظومة تعليم كتلك التي نُعايش. وللعلم فإنَّ الغباء نسبي، فما يبدو لك أنه قول أو فعل غبي، يعتبره الأخرون منطقياً ومُبرَّراً. وهذا صواب الصواب، بألا تكتفي بالظواهر بل تبحث في الأسباب. ثمّة كتاب رائع يُوضح لك لماذا مَنْ حولك أغبياء للكاتب المُتمرِّس شريف عرفة أنصحكم بالاستمتاع بقراءته
Comments