يختلط الأمر علي الكثير من المعلمين والطلاب في بعض المصطلحات التربوية كالتعليم والتعلم والتدريس
والملاحظ للكتابات النفسية والتربوية يتبيَّن عمومية وشمول مصطلح التعليم عن مصطلح التدريس
فمصطلح التعليم يقصد به عملية مقصودة أو غير مقصودة تتم داخل المؤسّسة التعليمية أو خارجها في أي وقت، ويقوم بها المعلم أو غير المعلم
أمّا مصطلح التدريس فيمكن القول أنه عملية مقصودة ومخططة يقوم به المعلم داخل المؤسّسة التعليمية أو خارجها تحت إشرافها بقصد مساعدة الطلاب علي تحقيق أهدافٍ معينة
أما مصطلح التعلّم فكما تناولته البحوث النفسية في مجال علم النفس التربوي فيقصد به : " تغير ثابت نسبيا في السلوك أو الخبرة ينجم عن النشاط الذاتي للفرد لا نتيجة للنضج الطبيعي أو ظروف عارضة "أو هو "مفهوم فرضي يستدل عليه من خلال نتائج عملية التعليم"
إن النظرة الحديثة للتدريس تلغي ما كان سائدا عنه قديما فلم تعد عملية نقل المعلومات هي المهمة الوحيدة للتدريس ، ولكنه نشاط مخطط يهدف إلى تحقيق نواتج تعليمية مرغوبة لدى الطلاب، حيث يقوم المعلم بتخطيط وإدارة هذا النشاط. وبالتالي أصبح للمعلم والمتعلم أدوارا جديدة وفق النظرة الحديثة لعملية التدريس، فالمعلم لن يقتصر عمله على إلقاء المعلومات، والطلاب لن يقتصر دورهم على حفظ تلك المعلومات استعدادا لتسميعها. وقد أظهرت الدراسات ضرورة العناية بدوافع الأفراد للتعلم والمعرفة وبالتالي استغلالها لزيادة التعلم وتوجيهه وبهذه النظرة الحديثة للتدريس يزداد دور المتعلم في مقابل تقليل دور المعلم فالطالب هو المستهدف والمستفيد
وبالنظر إلي التدريس نجد أنه علم تنطبق عليه وتتحقق فيه شروط العلم، التدريس مهنه وليس حرفة، وتتطلب إعداد أكاديمي نظري وتطبيقي، التدريس عملية يحدث فيها تفاعل بين المدرس والطالب، التدريس يحدث فقط داخل حجرات الدراسة . التعليم ليس شرط أن يحدث داخل حجرات الدراسة ولكن يحدث في الرحلات وفي قاعة الندوات والمسرح...الخ
التعلّم يشترط وجود: متعلم – مادة تعليمية حيث أنه ناتج التفاعل بين المتعلم والمادة التعليمية، كأن يقرأ المتعلم مفهوم ما ويقيمه ويخرج أرائه الخاصة
التعليم يشترط وجود : معلم – متعلم – مادة تعليمية
أمّا التدريس فيشترط وجود : معلم – متعلم – مادة تعليمية – قاعة دراسية. فالتدريس عملية تتطلب وجود مدرس وتجهيزات دراسية وأوجه أخرى تتمثل في الأد اء التدريسي والأنشطة كالمسابقات والمعارض والندوات ..... الخ ، وتتضمن عملية التدريس ثلاث مهارات رئيسية هي:1) التخطيط، 2) التنفيذ، 3) التقويم.
التدريس فن مكتسب؛ أي فن يتطلب الاستعداد الفطري والقناعة الذاتية بحب مهنة التدريس،وهو فن إدارة العلاقات الإنسانية بين عناصر الموقف التدريسي، فالمدرس هو مدير علاقات عامة يستطيع التعامل مع الطلاب وإدارة المؤسّسة التعليمية وأولياء الأمور والمجتمع .بالتالي يمكننا القول أنَّ التدريس علمٌ وعمل ومهارة وفن مُكتسب
Comments